أساسيات التسويق الرقمي وأفضل الممارسات التي عليك اتباعها في 2023 (دليل شامل)
سنعرض هنا بعضا من أساسيات التسويق الرقمي . . فإذا كنت لا زلت تاهئًا في بحور المحاضرات والإرشادات في موضوع تسويق الرقمي، فقد تكون هذه بُغيَتك في ملخص بالخطوات. كيف تستطيع إنشاء خطة وإستراتيجية تسويقية على الانترنت لشركتك، سواء كنت تعتمد بشكل رئيسي على منصات التواصل الاجتماعي في التسويق، أو كان لديك موقعًا إلكترونيا خاصًا بعلامتك التجارية.
بداية، دعنا نُقسِّم الشركات بحسب إمكاناتها التسويقية إلى ثلاث:
- شركة ليس لها موقع إلكتروني.
- شركة تعتمد على الموقع الإلكتروني بشكل رئيسي.
- شركة لها موقع إلكتروني ولكن لا تعتمد عليه في المبيعات.
وقبل البدء في توضيح التسويق الرقمي في كل نوع من هذه الشركات، دعنا نستوضح أهمية وجود موقع إلكتروني لشركتك حتى إلّم يكن يُرجَى من ورائه عمليات بيع دائمة.
منصات ووسائل التواصل الإجتماعي ما هي إلا مواقع إلكترونية كبيرة جدًا، استطاعت أن تزيد من طاقاتها وإمكانياتها حتى شملت هذه المليارات من الجماهير، ثم أضافت لكل فرد فيها إمكانية إنشاء متجر خاص به وعمل تجاري ربحي وإطلاق الحملات الإعلانية لتحقق وزيادة مبيعاته على هذه الشبكات. يبقى أن شبكات التواصل الاجتماعي مواقع إلكترونية لا تتحكم أنت فيها، تصبح على قواعد وتمسي على قواعد أخرى، وتحديث في إمكانيات وإضافات قد تساعد الأغلبية، وقد لا تناسب البعض. تزداد الشكوى منها أحيانًا كثيرة عند هبوط تفاعل الجمهور، واختفاء منشوراتك عند الكثير منهم. لها قواعدها التي يتحكم فيها غيرك، وإذا لم تواليها بمنشورات دائمة ومستمرة، سينحدر موقعك من الظهور لعملائك مهما كان عدد متابعينك ومهما كان التزاحم سابقًا على منصتك.
لذلك من الأهمية بمكان أن تنشيء موقعًا إلكترونيًا خاصًا بشركتك ومنتجاتك، تستطيع نشره على كافة وسائل التواصل الإجتماعي، وتتحكم في مزاياه وإمكانياته، وتتحكم في النشر عليه، وتسوِّق لموقعك أنت، وتخطط لتزيد من إمكانياته وتتوسع فيه.
أولًا: شركة ليس لها موقع إلكتروني، كيف تقوم بالتسويق الرقمي عبر الإنترنت؟
التسويق عبر وسائل التواصل الإجتماعي واستخدام الحملات الإعلانية الممولة هو الأساس هنا. وقد يكون أساسًا في الأنواع الأخرى للشركات أيضًا فلا يزيدوا عليه إلا بضعة ميزات يضمنها لهم موقعهم الإلكتروني، نسردها فيما بعد.
ولنقسم الأمر في التسويق على شبكات التواصل الإجتماعي إلى خمسة أركان:
1- الإستراتيجية
لماذا أنشأت شركتك؟ لأنه منتج مربح والسوق لا يزال بحاجة كبيرة للمزيد منه. أو لضعف المنتجات من هذا النوع في السوق، فقررت أن توفر منتجًا أكثر جودة. أو لغلاء أسعار هذه النوعية من المنتجات فقررت أن توفر منتجًا أقل سعرًا. من هنا سيظهر الهدف، لماذا اخترت هذا المنتج تحديدًا؟ ومن معرفة الهدف تستطيع بناء الاستراتيجية التي تحقق أهدافك وتُظهِر ميزاتك التنافسية للجمهور المُستهدَف، وتبني خطة محتوى مفهومة لك قبل أن تكون مفهومة لغيرك.
2- المحتوى
الرسالة التي تقوم بتوصيلها عن نفسك وعن شركتك وعن منتجاتك وخدماتك، لجمهورك المُحتَمل ولجمهورك المُستَهدَف. أساس التسويق الرقمي على منصات التواصل الإجتماعي هو المحتوى، يلقبونه بالمَلِك، المحتوى هو مَلِك التسويق الرقمي والتسويق على الشبكات الإجتماعية، تستطيع الوصول إلى أعداد مهولة من الناس بالمحتوى فقط وبدون حملات إعلانية. وإليك بعض النصائح فيه:
- النشر المستمر كل شهر، خيرٌ من النشر المتقطع كل يوم. استمرار النشر في أوقات محددة يرقّيك على محركات البحث، أكبر بمراحل من كثرة النشر غير المنتظِم، محركات البحث ترصد (الاستمرارية والانتظام في النشر) وتدفعك به إلى النتائج الأولى في البحث.
- المحتوى ذو القيمة المضافة الذي يشفي صدور المتابعين، ينفعهم ويجيب على أسئلتهم ويخرجهم من حيرتهم، ويغير من حياتهم ومن سلوكياتهم للأحسن. كيف تستطيع أن تفعل ذلك في منتج مادي ترغب في الربح من ورائه؟ إليك بضعة أمثلة:
صلاح أبو المجد:
مُحاضِر واستشاري، وأحد مؤسسي شركة للتسويق، في أربعة أشهر استطاع الوصول لأربعة ملايين متابع على تيك توك وانستاجرام، بمحتوى ذي قيمة مضافة عظيمة عن التسويق وفي البيع وفي بعض المهارات الحياتية اللازمة كل فرد لتحقيق الحد الأدنى من النجاح في حياته الشخصية والعملية.
جرافولا:
مصممة جرافيك، أضفت على تصميماتها قيمة مضافة عظيمة باختيار بضعة آيات من القرآن وأحاديث تمسّ القلوب وأحبها متابعيها كثيرًا وأقبلوا عليها بالمشاركة والإعجابات. ومنها طُلِبَت تصميماتها لشركات إنتاج أكواب القهوة والمُفكّرات، لتُطبَع تصميماتها في عدة دول عربية في كثير من المجمعات التجارية العربية الشهيرة.
سارة سيف:
مدربة تربية إيجابية معتمدة للآباء والمعلمين ومدربة علاقات زوجية، وتعافي من الإدمان. ومواضيع نشر سارة، هي من أكثر المواضيع التي تلاقي تفاعلًا من الجماهير المصرية والعربية، العلاقات الزوجية والتربية الإيجابية والصحة النفسية، والتفاعل الكبير على هذه المواضيع بالذات يكمن في شدة احتياج الجمهور لها، وكلما زاد احتياج جمهور لموضوع ما، لاقَى هذا الموضوع تفاعلًا كبيرًا وطيّبًا. ومنه استطاعت سارة تأليف كتابها الخاص عن التربية، وحقق مبيعات طيّبة.
كما ترى، القيمة المضافة حتى في مجرد تصميمات جرافيك بسيطة، حتى تعمل على ترقية محتواك وتجلب لك مبيعات لم ترجوها من البداية. ولتلاحظ أيضًا أن كل هؤلاء بدأوا من منصات التواصل الإجتماعي ثم ما إن نجح محتواهم وأصبح مطلوبًا، حتى أخذوا عملية إنشاء موقعًا إلكترونيًا خاصًا بهم على محمل الجد، وأصبح لأكثرهم مواقع إلكترونية خاصة بهم.
3- الجمهور المستهدف
ستقوم بتحديد الجمهور المستهدف تحديدًا أوَّلِيًا في بداية مشروعك، ثم ستقوم حتمًا بشيء من اثنين: إما بأن تكون أكثر تحديدًا في نفس فئة هذا الجمهور، وأكثر تفصيلًا في استهدافه.
على سبيل المثال، إن كنت تستهدف فئة المُعَلِّمين في البداية، بعد فترة ستكون أكثر تحديدًا باستهداف المُعلمين الأصغر سنًا، والمتخصصين في مرحلة دراسية معينة، ولربما استهدفت المعلمين من مدينة أو محافظة بعينها.
أو أنك بعد فترة، ستقوم بتغيير جمهورك المستهدف كليّة، وتختار جمهورًا آخرًا، وجدت أنه أسرع في الوصول إليك، وأربح، وأيسر في التعامل معه واستخراج قرار الشراء منه. وإذا أخذنا نفس المثال السابق، فإنك قد تستهدف في البداية المُعلِّمين في مدارس اللغات، ثم تكتشف أن مُعلِّمي الثانوية العامة أكثر جدية دائمًا في التعامل معك، وأسرع في اتخاذ قرار الاشتراك في خدمتك أو الحصول على منتجك.
لذلك، حدِّد جمهورك المُستهدَف، وليكن لديك المرونة الكافية لتحديث معلوماتك وتطوير استهدفاك.
4- الإعلانات الممولة
بعد فترة من نشر المحتوى وعمل اختبارات لنوعيات جديدة فيه، ومراقبة ردود أفعال الجمهور، حدد أكثر 10 منشورات لاقت إعجابًا وتفاعلًا من جمهورك المستهدف، بالأخص تلك المنشورات التي تتحدث عن منتجك بشكل مباشر أو غير مباشر، وأطلِق عليهم حملاتك الإعلانية على منصات التواصل.
قم بعمل اختبارًا أوّليًّا على أكثر من إعلان بميزانية بسيطة، لترى ردة الفعل الأولى للجمهور، فإذا استحسنت النتيجة، زوّد على نفس الإعلان ميزانية أكبر، واخلق تنوّعًا في المحتوى التسويقي الذي تنطلق عليه إعلاناتك لتستطيع تكوين رؤية واضحة عمّا يتفاعل معه جمهورك المُحتَمل والمُستهدَف وما يُؤتِيك المزيد من المبيعات.
كن مُحدَّدًا جدًا في توجيه إعلاناتك، فاستهداف كل الفئات هو من المفاهيم الخاطئة شديدة الخطأ في توجيه الإعلانات. لا تحدِّد اهتمامات جمهورك فقط في توجيه الإعلانات، بل أيضًا حدّدها بخمس اهتمامات فقط على الأكثر، لتحصل على نتيجة وعائد أكبر من إعلانك.
ليس شرطًا أن تكون ميزانيتك للإعلانات كبيرة جدًا، ولكن اعلم أن ميزانية الإعلانات المنخفضة بشدة لا تؤتي ثمرها كما يُرجَى، لذلك خصص ميزانية معتبرة، لتجني ثمارًا كاملة وتتجنب الثمار غير مكتملة النضج.
راقب نتيجة الإعلان، فاختيارك لمحتوى ناجح وتفاعل كبير من جمهورك، لا يجعلك تتجاهل نتيجة هذا الإعلان ولا العائد البيعي الذي حققه هذا المحتوى في الإعلانات. قد يكون المحتوى الأقل تفاعلًا هو الأكثر رواجًا للمبيعات إن أحسنت توجيهه.
ثم بعد ذلك، قم بتحديث معلوماتك بناء على نتائج الإعلان، وأعِد التوجيه وطوِّر الاستهداف.
5- التحليل
سترى أنت شيئًا لم تبصره أدوات التحليل الآلية، وسترى أدوات التحليل الآلية أشياء لم تبصرها أنت، فلا تستهين بأيهما، خذ الاثنين باعتبارك. حسّك البيعي والتسويقي لمنتجك الذي تعرفه ولجمهورك الذي تتعامل معه، جنبًا إلى جنب مع التحليلات التي تشير إليك بأرقام لم تلاحظها، وتنصحك بأشياء لم تأخذها في اعتبارك. وازِن بينهما ما استطعت.
أما عن أدوات التحليل لردود أفعال المتابعين ونتائج الإعلانات، فقد أصبح في جميع شبكات التواصل الاجتماعي أداة تحليل تجارية Business account متاحة لكل مستخدم ومجانية، تستطيع أن تأخذ منها نتائج معتبرة عن محتواك وعن إعلاناتك وعن جمهورك.
- تحليل الأعمال على فيسبوك Facebook business
- تحليل الأعمال على انستاجرام Instagram business
- تحليل الأعمال على تيك توك
- تحليل الأعمال على بينتريست
- إعلانات يوتيوب
- تحليل أعمال لينكد إن
أدوات تحليل الأعمال هذه ليست معقدة جدًا، تستطيع التعوّد على التعامل معها والاستفادة منها بشكل طيِّب جدًا بعد فترة وجيزة من الاستخدام اليومي لها.
6- التحديث والتطوير
بعد التحليل، لابد من تغيير أسباب المساوئ في النتيجة التي حصلنا عليها، وتعزيز الأشياء التي استحسنّاها، لزيادة العائد من كل جنيه ننفقه على الإعلانات. إذا كان القصور في المحتوى أو في الاستهداف، أو في اختيار وسيلة التواصل الإجتماعي أو في ميزانية الإعلان.
لا تخطئ نفس الخطأ كل مرة وتتوقع نتيجة مختلفة، الحركة والتغيير والتجربة الجديدة، تكون في أحيان كثيرة خير من السكون والركون إلى ما يأتيك من ثمرات على أية حال كانت.
كل ما سبق، يمكن بشكل أو بآخر تطبيقه على نوعيات أخرى من الشركات، كل ما سبق هو خطوات وإستراتيجية تسويقية على الإنترنت، تستطيع تطبيقها على الشركات المختلفة بأدواتها المتاحة وميزانيتها الضخم أو المحدود.
ثانيًا: شركة تعتمد على الموقع الإلكتروني بشكل رئيسي
مثل ماذا؟ مثل أمازون، وجوميا، ونون وموقع يشري. جميعها مواقع لا تستخدم وسائل التواصل الإجتماعي إلا لتجذب العملاء لموقعها الإلكتروني الخاص بها عن طريق إعلانات ممولة مستمرة مُحدَّدة الاستهداف وشديدة التحديد.
ما يزيد في استراتيجية التسويق هنا في الشركات ذات الموقع الإلكتروني الخاص بها، هو أن مثل هذه الشركات تستطيع الترويج لموقعها الإلكتروني على جووجل آدز Google Ads أيضًا، بغير اللجوء لمواقع التواصل. وتستطيع وضع إعلاناتها على مواقع إلكترونية أخرى. لعل ذلك يتكرر معك، أن تبحث عن شيء ما على جووجل، فتزور موقعًا إلكترونيًا وتجد فوقًا وتحتًا وجنبًا إعلانات في كل مكان على هذا الموقع. وهذه ميزتان عظيمتان في أن يكون لديك موقعًا إلكترونيًا خاصًا بك:
- أن تستطيع الترويج للموقع على مواقع إلكترونية أخرى يزورها جمهورك المستهدّف والمُحتَمل.
- وإذا وصل موقعك الإلكتروني إلى عدد زوّار محدد، تستطيع أن تخصِّص بضعة مساحات على موقعك الإلكتروني لإعلانات الشركات الأخرى، وتجنبي من وراء ذلك أرباحًا.
ثالثًا: شركة لها موقع إلكتروني ولكن لا تعتمد عليه في المبيعات
رغم كبر حجمها وبلوغ اسمها، فإن بعض العلامات التجارية تعتمد على مواقع التواصل الإجتماعي في استراتيجية التسويق الخاصة بها وليس على موقعها الإلكتروني، مثل شركات بيع السيارات. جمهورها الأقرب على مواقع التواصل الإجتماعي، والسيارات ليست من المنتجات التي سيبقي أصحابها وقتًا طويلًا على الموقع الإلكتروني للشركة، فإذا قاموا بزيارة الموقع الإلكتروني للشركة مرة أو مرتان، فهذا كفاية جدًا لأخذ المعلومات الأوّلية ثم التواصل مع الشركة عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي، وإجراء المقابلات ومعاينة السيارة.
خمسة أركان لاستراتيجية تسويقية أساسية لتنوّع من الشركات، زادت إمكانياتها التسويقية وأدواتها أو انحسرت، زادت ميزانياتها في التسويق أو انخفضت. تستطيع الآن أن تنطلق منها.
