ما هي العلامة التجارية؟

ما هي العلامة التجارية؟

هل فكرت يومًا لماذا تستطيع التعرّف على منتجات شركة معينة بمجرد رؤية الألوان التي تستخدمها؟ أو لماذا تفضل منتجات شركة معينة عن غيرها؟

لذاكرتك دور عظيم بالتأكيد؛ لكن في الخلفية، ينكبّ فرق من خبراء التسويق والتصميم والعلاقات العامة لتغطية كل تفصيلة؛ ليتأكّدون أن كل ما تراه أنت يتّسق مع رسالتهم ونشاطهم وتوقعاتك منهم ويُذَكِّرك بهم. يعملون على إطار أوسع يسمّيه الخبراء «العلامة التجارية – Brand».

إنشاء علامة تجارية يميّزها العميل ويثق بها ويختارها، وهي غاية كل مشروع وهذا هو عين النجاح.

لذا، فإن كنت ترجو لمشروعك الناشيء أو شركتك القائمة أن تستمر وتتوسّع، فلا بديل عن إنشاء علامة تجارية قوية ذات رسالة ورؤية ومهمّة واضحة، تعرِّف الجمهور بهويّتها وتخاطبهم بطريقتهم.

ما هي العلامة التجارية ؟

على عكس المُتَوقّع، فإن مفهوم العلامة التجارية لم ينشأ منذ خمسين أو ستين عامًا، بل يمتد أصله لقرون طويلة. ويأخذنا هذا إلى ما بين 350 و950 ميلاديًا إلى أقصى الشمال، حيث استخدم النرويجيون كلمة Brandr في إشارة إلى الحرق. ومنها اشتقتها الانجليزية Brand لتعني حرق الأخشاب. ثم لاحقًا وبعد قرون كثيرة، استخدمت هذه الكلمة Brand (أو في صيغتها الفعلية Branding) لتشير إلى ختم المواشي بالنار لإثبات ملكيتها لمزرعة معينة؛ حيث كان لكل مزرعة ختم بعلامة خاصة تسهل العثور على ماشيتها في حالة اختفت أو سُرقت أو خُلطت مع مواشي المزارع الأخرى.

وكما تتوقع، فإن كل علامة كانت ذات تصميم بسيط ومميز وسهل التمييز.

وبعد قرابة ألفي عام منذ استخدام الكلمة لأول مرة، فإنها اليوم تُستخدم لتشير لأكثر من رمز أو تصميم؛ اتسع المعنى ليشمل كل شيء تحتاجه أي شركة لتخبر عملاءها بوجودها وجوهرها؛ لتجذبهم وتحظى باهتمامهم وولائهم في صخب المنافسة المحتدمة.

ويمكن اختصار معنى العلامة التجارية كالآتي:

مفهوم العلامة التجارية :

العلامة التجارية هي العملية الاستراتيجية والمتشابكة التي تتبعها شركة أو مؤسسة (وأحيانًا الأفراد) بهدف خلق انطباع قوي ومتماسك عن هذه المؤسسة (أو الفرد) في ذهن الفئة المستهدفة.

تبدأ هذه العملية بوضع حجر الأساس، وهو رسالة الشركة. وعلى أساسها تُرسى القواعد، والتي تشمل الهوية البصرية والرسائل والمواد التسويقية، والاسم والشعار الدعائي، وتجربة العملاء والشركاء، وروح المؤسسة ككل.

العلامة التجارية الناجحة هي التي تمتلك قدرًا من التناسق والترابط في نطاق التواصل والخبرة عبر التطبيقات المختلفة، مثل:

  • بيئة العمل (إما مكتب أو متجر أو حتى عن بعد)
  • المطبوعات من المنشورات واللافتات والتغليفات
  • الموقع الإلكتروني والإعلانات الرقمية
  • المحتوى
  • التصاميم والمواد البصرية
  • المبيعات وخدمة العملاء

باختصار، فإن العلامة التجارية هي كل نشاط تقوم به الشركة يساهم في تشكيل التصوّر الذهني والمادي الذي يملكه العميل عن مشروعك. أو كما يقولون: العلامة التجارية هي ما يقوله العملاء عنك في غيابك.

ما يعني أن العلامة التجارية لشركة ما هي سمعتها. وكل شيء تنفّذه الشركة أو تمتلكه بهدف تمييزها والتأثير في عملائها يقع -بطريقة أو بأخرى- تحت مفهوم إنشاء العلامة التجارية.

لماذا يهمك إنشاء علامة تجارية لمشروعك على أية حال؟

مثالًا لا حصرًا، تفيدك العلامة التجارية في الآتي:

التميّز في المنافسة:

عندما تقرر إطلاق مشروعٍ ما، فعلى الأرجح أنك لست الأول أو أن هناك من سبقك لإطلاق مثله. 

لذا فإن أمامك منافسة غير بسيطة، تبدأ من اختيار اسم المشروع نفسه وحتى كل حرف تخاطب به جمهورك وكل نوع عائلة خطوط ستستخدمه في كتابة هذا الحرف.

إنشاء علامة تجارية متماسكة ومتسقة تختصر وتعبّد الطريق بينك وبين فئتك المستهدفة، وبالتأكيد تسهّل التحدّي في العثور عليهم والتواصل معهم؛ لأنه في كل مرة تتعاطى فيها مع جمهورك فإنك تترك انطباعًا وبذرة ثقة يغذّيها الالتزام والفعالية والجودة.

العلامة التجارية هي ما يجعلك مختلفًا وفائقًا وعالقًا بالذاكرة، ويمكّن العملاء من الوثوق بك واختيارك من أول تفاعل بينكما، وإلى الأبد.

بناء وعي العملاء بالشركة:

إنشاء علامة تجارية ناجحة يبدأ بتمييزها؛ أي أنه عندما يراكم العميل -محتمل أو حالي- أو يتعرض لشيء ذي صلة بكم، فإنه يعرفكم ويميّزكم. 

لذا فإنه يتعيّن عليكم إنشاء عناصر علامة تجارية مؤثرة ومترابطة، بدءً من الاسم، مرورًا باختيار ألوان وخطوط الرمز الدعائي والإعلانات، وانتهاءً بتصميم واجهة موقعكم أو تطبيقكم الإلكتروني وتجربة المستخدم، وحتى زيّ الموظّفين الموحّد -إن وجد.

كل ما سبق -وكثير غيره- يساهم في بناء وتعزيز وعي العملاء المحتملين والحاليين بعلامتكم التجارية.

خلق تجربة وصلة متماسكة بين الشركة والعملاء:

العلامة التجارية في أصلها تجربة، سواء بصرية أو مادية أو نفسية. 

إنشاء علامة تجارية يعني توحيد تجربة العملاء مع الشركة في أي وقت أو على أي منصة كانت -على الموقع الإلكتروني أو المتجر الفعلي أو أي قناة أخرى.

الأصل -كما قلنا في النقاط السابقة- هو أن تتوحّد تجاربهم معك في كل سياق ممكن؛ أي أن تحافظ على مستوى الجودة والفعالية والاحترافية (أو المرح) في كل نقطة التقاء بينكما.

من هنا، يتخلّق الارتباط النفسي عند العميل تجاهكم. وهو ما يحيل العميل المتردد إلى شريك وفيّ يمارس بدوره دعاية مباشرة أو غير مباشرة لشركتكم في دوائره المحيطة عن طريق ما يعرف بالإعلان الشفهي أو الكلمة الإيجابية – word of mouth.

في النهاية، فالعلامة التجارية هي تجربة، تحمل في طياتها عناصر وآليات واستراتيجيات متفاوتة، ولكنها تعمل جميعًا لتسرد نفس القصة وتترك ذات التأثير.

العلامة التجارية هي ما يحتاجه مشروعك لتميّزه فئتك المستهدفة عن بُعد وتجذب انتباهها، وعلى أساسها يضحى كل تفاعل مع عملائك تجربةً مؤثرةً تحيله مع الوقت إلى امتداد للشركة كعميل دائم ومخلص لها.

يبدأ طريقك اليوم بإدراك ما هي العلامة التجارية بالضبط، وما هي الرسالة التي تريد نشرها لجمهورك؛ لتعرف أين وكيف ومتى تطوّر علامة تجارية لا تخطئها الأبصار.

Similar Posts