أسس الشراكات الذكية: خطواتك قبل التعاقد مع وكالة تسويق رقمي
وكالة التسويق الرقمي التي حققت أرقامًا مميزة؟ أم وكالة التسويق الرقمي التي تحقق استقرارًا في الأداء وتوسّعات؟ أم التي لديها فريق احترافي من أسماء مبهرة ولها شهرتها في المجال؟ أم الأفضل سعرًا؟ وكيف تضمن أن شراكتك مع وكالة التسويق الرقمي ستثمر عن نتائج ملموسة؟ الإجابة تكمن في اتباع منهجية من 6 خطوات واضحة تبدأ من اللحظة التي تقرر فيها التعاون وحتى تحقيق الأهداف المرجوة.
البداية الصحيحة هي تحديد احتياجات شركتك بواقعية وما هي الأولويات التي لا يمكنك التنازل عنها
حدد أهدافك أولًا قبل التواصل مع وكالة تسويق رقمي، فالشركات المحترفة تتبنى أهداف عملائها وتنطلق منها. بالطبع ستكون هناك إضافة من وكالة التسويق الرقم بأهداف أخرى، وفرص يجب اقتناصها في السوق، فتنير لك طُرُق لم تكن تعرفها. وقد تحتاج الشركة الواحدة إلى أكثر من وكالة تسويق رقمي للقيام بكافة أعمالها وتحقيق أهدافها المتشعبة، والاستفادة من تنوع الخبرات المطلوب لأعمالها. حدد الآتي بدقة:
- ما الميزانية المتاحة لديك؟ هل هذه الميزانية قابلة للزيادة أو النقصان أو الثبات؟
- وكيف تقيس العائد على الاستثمار (بجانب المؤشرات التي ستوفرها لك وكالة تسويق رقمي في قياس العوائد على الميزانيات التسويقية)؟
- ما هي أهم 5 أهداف من التسويق الرقمي، والتي لا يمكنك التنازل عنها؟
- الفترة الزمنية التي حددتها لتحصيل النتائج الملموسة من هذه الوكالة (يفضل دائمًا استشارة رجال أعمال من نفس مجالك في هذا الجانب).
سؤال: مثلًا إذا كنت تبحث عن وكالة تسويق رقمية سعودية، كيف تحقق التوازن بين الملاءمة الثقافية وأهدافك في تغطية أسواق عالمية؟
الكثير من الشركات الخليجية، وخاصة السعودية، تبحث عن وكالة تسويق رقمية سعودية تحافظ لها على ثقافتها، وتعزز ملائمة خطاب الشركة لجمهورها المستهدف من الشعب السعودي. ولكن أكثر هذه الشركات أيضًا تطمح في تغطية عالمية لمنتجاتها وخدماتها، لا تقتصر على السوق السعودي. بخطة طويلة الأجل أو قصيرة، هناك دائمًا أسواق خارجية يطمح روّاد الأعمال في تغطيتها، فكيف توازن بين طموح العالمية والملاءمة الثقافية في مخاطبة السوق السعودي؟
الحقيقة أن المعادلة الذكية لا تقوم على الاختيار بين الملاءمة الثقافية والانتشار العالمي، بل على بناء استراتيجية تسويق عالمية بتطبيق محلي (Glocalization) وهذا التطبيق المحلي لا يعني السوق السعودي فقط، بل محلي لكل سوق جديد تنوي أن تضمه لنطاق تغطية الشركة.
الشركات السعودية اليوم، خصوصًا تلك التي تطمح في التوسع، تحتاج إلى أن تحافظ على صوتها المحلي الموثوق، وهويتها التي تعكس قيمها المجتمعية، وفي الوقت نفسه تعيد صياغة رسائلها وأسلوبها لتتحدث بلغة الأسواق المستهدفة الجديدة، مع احترام خلفياتها الثقافية وسلوكياتها الشرائية.
الوكالات التسويقية الناجحة هي التي تفهم هذه التوازنات، وتتمكن من:
- مواءمة الرسائل التسويقية مع العادات والقيم المحلية لكل سوق، سواء السوق السعودي أو غيره.
- تكييف الهوية البصرية دون فقدان الشخصية الأصلية لعلامتك التجارية.
- وإطلاق حملات متعددة الثقافات Multicultural Campaigns، يتم تطويرها بناءً على بحوث سلوك المستهلك في كل سوق، وليس مجرد ترجمة حرفية للمحتوى.
اختيار وكالة تسويق تناسب نشاطك: ما وراء سجل أعمال الوكالة وأسعارها
مثلًا، عند اختيار وكالة تسويق سعودية تناسب نشاطك، لا تنخدع بالأرقام التي حققوها، ولا عدد الشركات التي عملوا معها أو حجمها، ولا عدد المتابعين على وسائل التواصل. بدلًا من ذلك ركز على الآتي:
- الأرقام الواقعية: لا الأرقام المبالغ فيها، ولا الأرقام الضعيفة غير المرضية (والتي قد تحاول بعض الوكالات إقناعك بأنها هي الواقعية)، والغالب أنها ستكون أرقام غير بعيدة عن خطتك وطموحك، أو أن الوكالة ستقوم بإعطائك مسارًا زمنيًا لتحقيق هذا الهدف خلال عام مثلًا، أو خلال عامين، أو خلال خمسة أعوام، بحسب المسافة بين أداء شركتك الآن، والأداء الذي تسعى إليه.
- النتائج غير المدفوعة أيضًا مهمة: بجانب معرفة النتائج الملموسة التي حققتها وكالة التسويق الرقمي من خلال الجهود التسويقية المدفوعة، فنتائج الوكالة غير المدفوعة أيضًا مهمة، ومؤشر قوي على زيادة الميزانيات التسويقية التي تضخها مقابل زيادة عوائد الاستثمار.
- التخصص في مجال عملك: من الأفضل أن تكون وكالة التسويق الرقمي لها سابق خبرة في قطاع الأعمال الذي تنتمي إليه، لتفهم التحديات والفرص بشكل أعمق. ولكن هذا المعيار لا يجب أن يمنعك من التعاقد مع الوكالة إن كانت محترفة فعلًا، وأثبتت جدارتها في قطاعات متنوعة بالنتائج الملموسة، فهذا دليل أنها تستطيع الوصول لنفس النتائج في قطاعات جديدة.
- الأدوات والتقنيات: وهي أحد المعايير التي قد تستطيع تقييم احترافية وكالة التسويقية الرقمي بها، هي الأدوات والتقنيات التي تستخدمها الوكالة في التحليل والاستهداف التلقائي والإعلانات المبرمجة. الوكالات التي تتمتع بمستوى عالي من الاحترافية تستخدم تقنيات ثمينة مدعومة بالذكاء الصناعي، على الأغلب تكون هذه التقنيات باشتراكات شهرية/سنوية باهظة الثمن، ولكنها تجري تحديثات تلقائية مستمرة، وتضيف قيمة حقيقية لأعمالك وتثري أدائك التسويقي. وكذلك بعض الوكالات تستخدم أدوات وتقنيات تحليل واستهداف متواضعة، قد تصلح للشركات الصغيرة ومتوسطة الاستهداف.

ما الذي يمكنك فعله لتعرف أكثر عن أدوات وتقنيات التسويق الرقمي الحديثة؟
يمكنك عمل البحث اللازم، وحاول أن (تخصص) بحثك، لأن هذه التقنيات والمنصات والأدوات لا حصر لها، اعرف فقط المميز منها في شق معين ذي أولوية في عملك.
- ثقافة الفريق: قد لا تستطيع التعرف على مدى الاحترافية والشفافية والمصداقية وروح العمل الجماعي لفريق عمل الوكالة من خلال مظهرهم الأنيق خلال الاجتماع، ولكن سيظهر ذلك حتمًا في حديثهم عن التاريخ العملي الذي خاضوه، وتجاربهم مع الشركات، والمشاكل التي استطاعوا حلها، والأداء التكاملي الذي حققوه في كل تجربة.
- جهّز خطابك: حتى بعد الإجابة على الاستقصاء الذي سترسله إليك وكالة التسويق الرقمي لتتعرف أكثر عن نشاط شركتك، هناك فترة ضرورية من الاستماع خلال الاجتماع التعريفي الأول (Kick-off Meeting)، حيث يستمع فريق الوكالة إليك، وإلى ما تطمح لتحقيقه. حضّر خطابك الموجه لفريق الوكالة، ورتب أفكارك واسرد عليهم أهدافك، والتحديات التي تواجهها في فترة لا تقل عن 15 دقيقة بأول اجتماع، ثم اسمع منهم.
مرحلة التعاقد: التفاصيل الفارقة
ما يدور في أذهان كثير من روّاد الأعمال عند التعاقد، ما الذي يضمن لك عدم وجود خسائر؟
- أما عن النشر، فيتم تنسيقه بشكل شهري / أسبوعي حسب تنسيق الوكالة معك، إذًا الخسائر المعنوية التي تخشاها، تكاد تكون معدومة في عملك مع وكالة التسويق الرقمي. كل شيء يتم الاتفاق عليه مسبقًا، مقالات الموقع الإلكتروني تستطيع تخصيص مسؤول عن مراجعتها كل شهر قبل النشر، وكذلك المنشورات منصات التواصل، والنصوص والتصميمات الإعلانية وغير الإعلانية.
- كما يتم الإتفاق على الاستهداف الشهري من إعلانات وكلمات بحيثة وخلافه، في الغالب ترسل إليك الوكالة الخطة الشهرية بالمحتوى، والاستهداف.
- أما منصاتك الرقمية من حسابات تواصل اجتماعي، وحسابات أعمال Business Accounts ومنصات إعلانية، فهي فعلًا ما يُخشَى عليه. ولكي تضمن عدم وجود خسائر فيها تأكد من الآتي:
- الاحترازات الأمنية التي تتخذها الوكالة ضد الاختراق، من برامج وتقنيات، وخبرة في التعامل مع الاختراقات إذا وقعت.
- تأكد من تأمين حسابات موظفيك الذي لديهم صلاحيات على هذه المنصات، فلا يجب أبدًا أن تكون حسابات شخصية. وكذلك حسابات الوكالة التي لها صلاحيات على هذه القنوات.
- تأكد أن كل حساب له صلاحيات محدودة بمهام عمله، وليست أزيد من ذلك. لا لشيء سوى تقليل الخسائر إذا -لا قدر الله- حصل اختراق.
- أيضًا وجب العلم أن الخطأ وارد، وعملية الاختراق واردة، وفقد الحساب الإعلاني واستعادته أيضًا وارد جدًا، حتى مع وكالات التسويق العالمية والأكثر احترافية. ولكنها تعد مخاطرة محسوبة، ومعروف كيفية التعامل معها داخل وكالات التسويق التي لديها خبرة.

بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض النقاط الحيوية التي يجب التأكد من تغطيتها عند صياغة العقد، مثل:
- آلية تقديم التقارير ودورية تكرارها (أسبوعي/شهري).
- معايير قياس النجاح والمؤشرات الرئيسية للأداء في وكالة التسويق الرقمي.
- سياسة التعديلات على الحملات عند الحاجة.
- حقوق الملكية الفكرية للتصاميم والمحتوى.
ماذا عن معدل الاجتماعات المناسب لمتابعة أداء وكالة التسويق الرقمي؟ وماذا عن مؤشرات الأداء الحقيقية التي يجب التركيز عليها في تقييمك لعمل الوكالة معك؟ هذا ما سنعرفه في ماذا بعد التعاقد مع وكالة تسويق رقمي احترافية؟