احذر اللون الأزرق إذا كنت تريد تصميم علامة تجارية ذات هوية بصرية ناجحة
|

احذر اللون الأزرق إذا كنت تريد تصميم علامة تجارية ذات هوية بصرية ناجحة

الأزرق، الاختيار البديهي لتصميم علامة تجارية ذات هوية بصرية محترفة، وهو اختيار أغلب المنصات الناجحة التي نمشي على دربها في النجاح مثل فيسبوك ولينكد إن. ولكن هل تؤدي كثرة استخدامه إلى أن تعتاده العين لدرجة أن تتخطاه … ولا تنتبه له ولا تقف عنده؟! دعنا نستكشف.

الفيسبوك أزرق ولينكد إن أزرق ولكن اليوتيوب أحمر

وإن كان الأزرق والأخضر من الألوان شائعة الاستخدام بين المنصات الناجحة العملاقة، هناك منصات قد تكون على نفس القدر من النجاح تستخدم ألوانًا مختلفة تمامًا، مثل يوتيوب (أحمر)، وسناب شات (أصفر)، وإكس (أسود)، وبينتريست (أحمر). 

الأصل في استخدام ألوان هذه المنصات أن تكون خلفية المنصة بيضاء لراحة عين المتصفحين، ولقضاء أطول وقت ممكن على المنصة دون شعور ملازم بالتنبيه. ولكن تصميم علامة تجارية ذات هوية بصرية ناجحة يعتمد على ألوان أكثر. 

هل تعلم أن تغيير لون زر التفاعل (Sign Up أو Subscribe) قد يزيد حجم مبيعاتك 20%؟

في تجربة رائعة، أراد فريق شركة هاب سبوت HubSpot (شركة برفورمابل سابقًا Performable) معرفة الفرق الذي قد يحدث عند تغيير لون زِر التفاعل، وهل ممكن أن يزيد أو ينقص معدلات التحويل (Conversion rate) على الموقع؟ بدأوا بفرضية بسيطة تتمثل في الاختيار بين لونين فقط، الأخضر والأحمر، وحاولوا تخمين ما سيحدث. 

كانت توقعاتهم للون الأخضر كالتالي:

الأخضر يعني النمو والطبيعة والبيئة، وهو واسع الاستخدام في إشارات المرور، وعادة ما يرمز إلى تحرك الآن، أو اذهب. 

وكانت توقعاتهم للون الأحمر كالتالي:

اللون الأحمر، يوحي بالعاطفة والدم والتحذير والحماس. وهو لون ملفت للانتباه، ويُستخدم في إشارات المرور أيضًا ولكن للتوقف. 

والنتيجة التي توقعها الجميع أن يفوز اللون الأخضر في هذا الاختبار، لأنه لون ودود وقد يكون محبوبًا أكثر من الأحمر؛ ولكن النتائج فاجأت الجميع. تفوق الزر الأحمر بزيادة 21% في نسبة التحويل Conversion rate عن اللون الأخضر. ضغط الجمهور على الزر الأحمر بنسبة 21٪ زيادة عن الزر الأخضر. كل العناصر الأخرى في الصفحة كانت كما هي، لم يتغير أي شيء على الإطلاق، لا مكان الزر ولا تصميم العرض، فكانت هذه الزيادة بسبب تغيير اللون فقط لا غير.

the science of colors in marketing performable

تغيير لون زر التفاعل زاد استجابة الجمهور بنسبة 21%

إذا قرأت جميع الأبحاث قبل هذه التجربة، وسألت جميع المتخصصين، ستكون الإجابة بالطبع هي اللون الأخضر، ولكن الاختبار والتجربة قد يثبت لك العكس تمامًا. 

الأزرق معتاد لدرجة أن العين تتخطاه من بين الصور، ولا تقف عنده، ولا تنتبه له. فما الأسباب؟

جربها بنفسك، قم بتحميل عدد من الصور بألوان مختلفة على هاتفك، وضع بينهم صورة معينة باللون الأزرق أو الأخضر، وانظر كم الوقت الذي ستأخذه للعثور على هذه الصورة من بين جميع الصور. راقب أين ستذهب عينك أولًا، وأين تُهت وبدأت البحث من البداية، وكمية المعلومات التي استطعت إدراكها من كل صورة. والأسباب كالتالي:

أ) بسبب كثرة استخدامه في تصميم علامة تجارية ذات هوية بصرية 

سواء داخل منصات التواصل الاجتماعي أو خارجها على جوجل ومحركات البحث الأخرى، الأزرق والأخضر ألوان أصبحت مستهلكة على الإنترنت. ولا يبدو ذلك مضرًا بشكل كبير لأن المطلوب أن يتصفح الجمهور هذه المنصات لأطول وقت ممكن، وراحة العين هي العامل الأساسي في اختيار هذه الألوان. 

ب) لأنه اللون الرئيسي لمنصات التواصل الاجتماعي 

قد تتصفح الفيسبوك، ولينكد إن لمدة ساعتين على الأقل يوميًا، سواء لمباشرة أعمالك وحملاتك الإعلانية، أو لتصفح الأخبار الشخصية وأخبار الأعمال والاقتصاد. هذا ما يجعل اللون الأزرق -اللون الرئيسي لهذه المنصات- معتادًا للعين لدرجة أنها تعتبر أي صور بنفس الألوان جزءاً لا يتجزأ من هذه المنصات، ولا يجب الالتفات له.

هل نمتنع عن استخدام الأزرق والأخضر إذا أردنا تصميم علامة تجارية ذات هوية بصرية ناجحة؟

أبدًا لا يعني ذلك؛ بالأول والأخير، استخدام اللون الأزرق والأخضر هو أنسب الألوان لبعض مجالات الأعمال، مثل المجالات التقنية، وشبكات التواصل، وهو اللون المفضل للرجال إن كنت تستهدف رجال الأعمال، وهو أيضًا اللون الذي تجنب به عمى الألوان عند نسبة غير قليلة من الجمهور، تصل إلى 8% أحيانًا. 

ولكن يجب استخدام تلك الألوان التي يُطلق عليها (باردة) بطريقة أكثر حكمة، خاصة في الصفحات والمواقع التي نريد تحفيز الجمهور فيها على القيام بعمل معين، مثل الاشتراك في الموقع أو شراء المنتجات.

إليك بعض الحلول العملية والاحترازات المتبعة خلال تصميم علامة تجارية ذات هوية بصرية

1. اختر لون مُكمّل لافت للانتباه

اختر لون مُكَمّل جذاب للعين ليكون أحد الألوان الرئيسية في الهوية البصرية لشركتك، بجوار الأزرق أو الأخضر. ألوان الأحمر والبرتقالي والفوشيا والنبيتي، هي الألوان المُكَمِّلة الأكثر نجاحًا ولفتًا للأنظار على الإنترنت، ومن أنجح الألوان المحفزة على الفعل، والتي أثبتت أنها تلفت انتباه العين فتتوقف عندها، وتحفز الجمهور على اتخاذ قرار الشراء. 

2. اختر درجة أكثر زهوًا من الأزرق أو الأخضر

اختر درجة لون معينة من الأزرق أو الأخضر لافتة للانتباه وليست باهتة. شهدنا جميعًا تغيير لون شعار الفيسبوك من الأزرق الكحلي إلى الأزرق الزهري. يُقال إن مارك زوكربيرج اختار اللون الأزرق للفيسبوك تحديدًا؛ لأنه مصاب بعمى الألوان، ولكن مع ذلك، فقد تم عمل هذا التغيير في درجة اللون ليكون أزرقًا أكثر لفتًا للأنظار من الأزرق الكحلي البارد، لإبراز أيقونة الفيسبوك بين التطبيقات الأخرى على هاتفك.

تغيير درجة الأزرق لفيسبوك من الكحلي الدافئ إلى أزرق زهري 

فإن كان اللون الرئيسي لشعار شركتك أزرق، ولا تريد تغييره، يمكنك اختيار درجة جديدة من الأزرق لافتة أكثر للأنظار. 

3. عمل اختبار لأكثر من لون وتحليل تأثيره في استجابة الجمهور المستهدف 

جرب استخدام لون جديد للعروض الترويجية أو المنشورات ذات الطابع الموسمي. لماذا تحديدًا اختيار منشورات العروض المؤقتة أو المنشورات الموسمية؟ حفاظًا على سمتك الذي يميزك به الجمهور، بالتوازن مع انتعاشة ظهورك على منصات التواصل. بعد ذلك حلِّل تأثير هذه الألوان على تفاعل الجمهور واستجابته للعروض ومشاركته لمنشوراتك. إذا كانت بعض الألوان تؤدي باستمرار إلى زيادة عدد النقرات أو المشاركات، فكِّر  جديًا في دمجها إلى تصميم الهوية البصرية للعلامة التجارية بشركتك.

بالإضافة إلى ذلك، حافظ على المرونة والانفتاح في تطوير تصميم العلامة التجارية والهوية البصرية، بالتوازي مع نمو شركتك واتساع نطاق التغطية وزيادة جمهورك، وبالتوازن مع الحفاظ على تصميم علامة تجارية ذات هوية بصرية ثابتة ومعروفة، يستطيع جمهورك تمييزك بها بدون تشتيت، وبدون تغيير مستمر بلا داعٍ.

4. استخدم تقنيات تتبّع العين الـ Eye tracking في تصميم العلامة التجارية والهوية البصرية

تقنية تتبّع العين هي تقنية تُستخدم لتسجيل حركات العين وتحديد مواضع تركيز نظر الجمهور أثناء التصفح. يتم ذلك باستخدام أجهزة استشعار وكاميرات متخصصة لتتبع نقطة التثبيت البصري، وحركات العين، وأوقات توسيع الحدقة. تُعتبر هذه التقنية أداة مهمة لمحترفي التسويق، حيث تتيح إجراء تحليل دقيق للبيانات المتعلقة بمواقع عناصر الشاشة أو الإعلانات التي تجذب انتباه المشاهدين وكيفية تفاعلهم معها بصريًا.

ولكي تحصل على تلك التقنية، يمكنك توظيف مطور UX لإفادتك على موقعك الإلكتروني، ويمكنك أيضًا الاستعانة بوكالة تسويق رقمي محترفة مثل روزيلا Rosella Digital UG لتحديد أفضل الألوان التي يمكنك استخدامها على موقعك الإلكتروني، وكذلك على المنصات التي تستخدمها في إطلاق حملاتك الإعلانية. تواصل مع فريق روزيلا الآن. اضغط هنا


المصادر

موضوعات ذات صلة